قصة نجاح سليمان الدخيل


هو أحد رواد العمل الصحفي ، والمناضلين للنفوذ ، والهيمنة الطورانية على الدولة العثمانية ، وقد تم سجنه بسبب توجهه القومي ، ودفاعه عن القومية العربية ، ولكنه لم يأبه لذلك بسبب دعم وتأييد الملك عبد العزيز له.


ويعد من أكثر الرحالة الذين جابوا البلاد دفاعًا عن رسالتهم ، وقد اكتسب الدخيل العديد من الخبرات في سفره للهند ، وأصدر العديد من المجلات ، واتجه للكتابة بالصحف العراقية ، وألف مجموعة كبيرة من الكتب ، والأبحاث التي تتعلق بالجزيرة العربية ، وله قراءات متعمقة في تاريخ وأحوال المنطقة.


نشأته :

ولد الأديب سليمان بن صالح الدخيل النجدي الدوسري ، في بريده بالقصيم عام 1290هـ لأسرة عريقة حيث تربطه صلة نسب بأمراء نجد من آل سعود ، وآل رشيد ، وقد كان والده رحمه الله من أشهر العلماء في بريده ، وكان عمه من الأعيان المعروفين ؛ حيث عين وكيلًا لآل رشيد في بغداد أثناء الحرب العالمية الأولى .


تعليمه ودراسته :

تلقى الدخيل في بريده بعض العلوم ، ولكن طموحه كان يدفعه للمزيد ، فسافر إلى البصرة ببغداد ، وهناك التقى بعمه الذي شجعه على تلقي العلم ، ومواصلة الدرس ، فسافر إلى الهند ، وهناك عمل كاتبا لدي التاجر النجدي المعروف عبد الله الفوزان ، ولكن لم يكن هذا العمل يرضي طموحه فقرر العودة إلى البصرة.


وفي بغداد إلتقى الدخيل بقامات الأدب والصحافة ؛ فساعده ذلك على الجمع بين التجارة والعلم ، فأخذ يساعد عمه جار الله في تجارته ، وينهل من بحر الأساتذة ، وقد أكسبته أسفاره المتكررة ألوانا من العلم والمعرفة.


مقابلته للملك عبد العزيز :

بعد خلع السلطان العثماني عبد الحميد عام 1908م ، بدأ الأديب سليمان الدخيل يعبر عن أرائه ، وتوجهاته السياسية والاجتماعية ، وفكرة في تأسيس صحيفة يبث أفكاره من خلالها ، خاصة أنه عمه كان يملك المال ، ويشجعه على ذلك ؛ فأصدر أول صحيفة له ببغداد عام 1910م .


وهي صحيفة الرياض ، وعبر فيها عن ترحيبه بفكرة توحيد البلاد في وسط الجزيرة ، وبعدها قابل الملك عبد العزيز رحمه الله في الرياض ؛ حيث أفسح طيب الله ثراه له المجال هو ، وغيره من رجال الفكر والكتاب والأدباء ؛ ليعبروا عن أفكارهم ومقترحاتهم من أجل مصلحة البلاد.


العقبات في حياته :

لم تكن حياة الدخيل سلسة ، بل امتلأت بالعقبات في مجالي التجارة والعمل السياسي والأدبي ، فقد عاش بين مطرقة رجال المخابرات وسندان الرقابة ؛ لأنه كان يسبح عكس التيار الأمر الذي عرضه للسجن من قبل الأتراك بعد نشره لقصيدة الشاعر محمد الهاشمي تجسد الذل والتعذيب الذي يعانيه العرب في تونس والجزائر ، وأثناء الحرب العالمية الأولى تم التشديد على الصحف والمطبوعات ؛ الأمر الذي جعل الدخيل يتخفى ويهرب للمدينة المنورة ، وهناك قام بنسخ وتأليف الكتب.


إصداراته ومؤلفاته :

بعد إصدارة لمجلة الرياض ببغداد ، أصدر مجلة الحياة بالتعاون مع أحد أصدقاءه ، ولكنها توقفت بعد وقت قليل ، وترأس منصب رئيس تحرير جريدة جزيرة العرب ، وكتب بجريدة النهضة ؛ فلم يكن عمله يقتصر على جريدة واحدة.


له العديد من الكتب منها من نال حظه بالطباعة ، ومنها ما لم ينل ، ومن كتبه المطبوعة العقد المتلألئ في حساب اللآلئ وتحفة الألباء في تاريخ الإحساء وكتاب القول السديد في أخبار إمارة آل رشيد ، ورواية ناظم باشا التاريخية.


وغيرها من الأبحاث مثل سوق الشيوخ ، وبلد البوعينين وعرائق وجزيرة العرب وقايا بني تغلب وتيماء ونجد ، حيث درس موقعها ، حدودها ، أقسامها ، لغاتها ، سكانها ودراسات أخرى في أصول بعض الأعراب والخميسية أو لؤلؤة البرية : وهي إحدى مدن محافظة المثنى بالعراق .


وفاته :

توفي الأديب المناضل سليمان الدخيّل -رحمه الله-  ببغداد سنة 1364هـ ، ونشر نعيه بالصحف العراقية ، مع الإشادة بجهوده وآثاره ، عن عمر يناهز السبعين ، قضى معظمه في رحلة طويلة مع الكتب والأدب والصحافة رحمه الله رحمة واسعة ؛ فقد كان فارسًا للكلمة ، ناطقًا للحق .

إذا كنت تحتاج إلى عدد أكبر من الفقرات يتيح لك مولد النص العربى زيادة عدد الفقرات كما تريد. هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة, ومن هنا وجب على المصمم أن يضع نصوصا مؤقتة على التصميم ليظهر للعميلً