قصة نجاح محمد حسن عواد


محمد عواد المعروف عنه بأنه رائد التجديد في الأدب الحجازي الحديث ، والذي يقال عنه أنه جدد الأدب في المملكة ، وأحدث ضجة كبيرة للغاية في الأوساط الأدبية العربية بمؤلفه خواطر المصرحة ، حيث أنه طالب بالتحديد في الأدب بدلًا من الجمود الذي يسيطر على كتابات الأدباء و الشعراء .


يعد رائد القصيدة النثرية ، وأشرس المحاربين من أجل التنوير ، الذي أمتد إلى الوطن العربي كله وليس في المملكة فقط ، كان يهاجم كل من يشجع الأدب التقليدي ، بل ويكتب قصائد هجاء خاصة بكل من يعارض طريقته الحديثة .


المولد :

محمد حسن عواد ، من مواليد جدة عام 1320 هـ ، درس في مدرسة الفلاح ، وبعد تخرجه عين مدرسًا في نفس المدرسة ، كان معلمًا لأبرز الأسماء في عالم الأدب مثل حمزة شحاتة ، وأحمد قنديل ، ومحمد عارف ، وعباس حلواني والكثيرين غيرهم.


كان عواد يبحث عن التجديد دائمًا ، وكان دائمًا يحرص على متابعة متغيرات العصر ، فعلى سبيل المثال ملابسه ، في أول تعيين له كان يرتدي الكوفية الحجازية والشال ، بعدها بدأ يرتدي الجبة والعمامة ، وبعد أن تعين في الحكومة ارتدى العباءة العربية والعقال .


وبدأ عواد نظم الشعر حين كان عمره أحد عشر عام ، وكان من المعروف عنه أن إنتاجه الشعري كثير ولكن هذا الإنتاج بدأ يتضاءل كلما تقدم في العمر ، وله ديوانين فقط تم نشرهم وجمع فيهم كل أشعاره ديوان الساحر العظيم وآماس .


لوحظ في كل أشعاره وقصائده التجديد عن الشكل التقليدي للشعر ، وهو ما جعل الكثيرين يحاربوه ، ولكن أشرس معاركه كانت أمام حمزة شحاتة الذي كان طالبا لديه ، وعلى الرغم من هذا كان أشد معارضيه ، وقد هاجمه عواد ولكن بقصائده الشعرية التي جمعها ونشرت عام 1372 هـ .


التجديد :

وبدأ عواد طريقه نحو التجديد حين أصدر كتابه خواطر مصرحة ، والذي أعتبر كتاب نهوضي ، طرح فيه عواد أفكاره ومقترحاته في التجديد ، بل سخر أيضًا من بعض العادات والتقاليد البالية إلى جانب مهاجمة التخلف والرجعية والتقليدية .


هوجم عواد كثيرًا بسبب أفكاره ، حتى أنه تم التحقيق مع من قبل لجنة متخصصة ، حول ما جاء في الكتاب ، وعوقب عواد بأن يحرم من التدريس في مدرسة الفلاح ، والتي كانت تعد واحدة من أهم مدارس المملكة في هذا الوقت ، حينها قرر أن ينتقل إلى مكة حتى يعمل في الطباعة والنشر ، وبعدها عاد من جديد إلى جدة وعمل كرئيس لكتاب المحكمة التجارية .


مشاركته في النادي الأدبي :

كان أحد أبرز الأعضاء في النادي الأدبي الذي تأسس في الخمسينيات في جدة ، وضم هذا النادي أبرز الأسماء الأدبية في المملكة ، وكان لعواد الفضل في تأسيس هذا النادي ، حيث أنه بالاشتراك مع السيد ضياء فضل تقدما بطلب للأمير فيصل ، والذي رحب بالفكرة وبدأ النادي في التنفيذ .


معاركه الأدبية :

آمن عواد بأفكاره وبنفسه وهو الأمر الذي جعله يصمم على التجديد في الأدب و الشعر وهو ما جعله يقع في الكثير من المشكلات خاصة مع المقربين منه من الشعراء ، وكان أبرز الخلافات مع عبد القدوس الأنصاري صاحب مجلة المنهل ، والذي نشر قصة لم تلق إعجاب عواد ، فانتقدها بشكل لاذع ، وبدأ الخلاف ، أيضا خاض معركة مع الشيخ حسين سلامة ، ومع حمد الجاسر وعبد العزيز الربيع والعديد من الأدباء والشعراء الآخرين .


وأبرز معاركه وأشهرها كانت ضد حمزة شحاتة والتي استمرت طويلًا ، وكانت عبارة عن مبارزات شعرية من كلًا الطرفين ، ويقال أن قصائد الهجاء كانت شرسة لدرجة أن بعضها لم يكن يصلح للنشر .


كان العواد شاعر متميز ، حاول أن يخوض في كل طرق الشعر وحاول أن يدرس الفنون المختلفة فيه ، كذالك اهتم بالنقد فحرص على متابعة كافة الأعمال الأدبية التي كانت تنشر في وقتها .


الوفاة :

توفى الشاعر محمد حسن عواد في عام 1400هـ ، وكان يبلغ ثمانين عام قدم فيهم العديد من الفنون ، وخاض فيهم الكثير من الحروب ، اتفقنا أو اختلفنا معه لا يمكن أبدًا أن ننكر تفوقه وموهبته ، موهبته التي جعلت جميع الأدباء و الشعراء والنقاد يؤكدون أنه كان مميزًا ، وكان لديه جرأة أدبية في الكتابة والنقد جعلته محط أنظار الجميع ، كان عواد صريح لا يجامل ولا يهاود ، كان له شخصية شعرية مستقلة وشامخة .


كان يحمل أحلام الكثير من الشعراء ولم يتراجع أو يتردد في خوض حرب شرسة لإثبات وجهة نظره ، وله الكثير من الأعمال الشعرية التي تنتمي إلى مدرسة الشعر الحر ، والشعر المرسل ، والتي كتبها في ثلاثينات القرن العشرين ، وبالتالي سبق فيها نازك الملائكة الشاعرة العربية ، وبالتالي يعد أحد رواد الشعر الحر ، وهذا ما تثبته تواريخ نشر قصائده ، وأيضًا تصريحات الشاعرة نازك الملائكة عنه وعن أشعاره .

إذا كنت تحتاج إلى عدد أكبر من الفقرات يتيح لك مولد النص العربى زيادة عدد الفقرات كما تريد. هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة, ومن هنا وجب على المصمم أن يضع نصوصا مؤقتة على التصميم ليظهر للعميلً