كان يا مكان وما يحلى الكلام الا بذكر النبي عليه الصلاه والسلام كانت الجده سعاد تجلس أمام التلفاز ، تشاهد برنامجها المفضل على قناه دينية شهيرة ، وهنا دخل الطفل الصغير ” مراد ” حفيدها ، وقال بصوت عالي : أريد أن أشاهد الكرتون يا جدتي سعاد ، ردت الجده سعاد : ولكنني اشاهد البرنامج يا مراد ، انتظر حتى ينتهي يا بني ، وبعدها سأدعك تشاهد ما تريد ، وهنا أخذ الطفل الصغير يصرخ بغضب قائلأ : لا اريد أريد أن أشاهد التلفاز الآن ، و أريد أن أشاهد كرتوني المفضل الآن ، وهنا نظرت له جده بغضب قائله : لا يصح أن ترفع صوتك يا ابني على من هو اكبر منك ، ولكن مراد لم يخفض صوته ، ولم يتوقف عن الصراخ بصوت عالي حتى حزنت الجده سعاد منه ، وغادرت الغرفة ودخلت الى غرفتها ، واغلقت الباب خلفها .
وهنا جاءت الأم وقالت ماذا حدث يا مراد لماذا اغضبت جدتك ولما كنت تصرخ بتلك الطريقة يا بني ، قال مراد يا امي اريد ان اشاهد الكرتون وهي تريد ان تشاهد البرنامج الديني ، فقالت الام ولماذا يا مراد لم تنتظر حتى تنتهي جدتك من مشاهده برنامجها المفضل ، فالبرنامج يا ابني لا يأتي إلا كل إسبوع حلقه واحده ولكن كرتونك يستمر طوال ال 24 ساعه ، قال : الطفل بعناد لا ولكني اريد أن أن أشاهد الآن ، كما أن جدتي سعاد تجلس عندنا من مدة طويلة وتضايقني في غرفتي ، لماذا لا تعود إلى منزلها و تشاهد التلفاز هناك كما تريد ، لماذا هي تجلس عندنا يا أمي لا أفهم ؟
وهنا قالت الام ماذا تقول يا مراد إنها جدتك يا بني ، فهي من أحضرت والدك للدنيا ، هي سبب وجودك فلولاها ما كنت أنت هنا مولود ، وما كان ابيك مولود كما أن بعد موت جدك رحمه الله ، لم يعد لها احد تجلس معه في المنزل ، وهي تخاف أن تبقى وحيده رد الطفل الصغير ، وقال : وما دخلنا نحن فهي تخاف وهذه مشكلتها يا أمي .
أنا أريد أن أشاهد الكرتون المفضل وهي لديها تلفاز في منزلها فلتذهب لبيتها وتشاهد التلفاز كما تريد يا امي، غضبت الأم بشده وقالت له : يا مراد ماذا تقول هل ستفعل ذلك بي عندما أكبر يا ابني وأصبح عجوزه ، هل ستدعني اعيش في المنزل بمفردي ، قال بسرعة وهو يحتضنها لا يا امي لن أتركك ستعيشي معي يا أمي ، قالت : وماذا عن جدتك يا مراد ، هل تريد ان تعيش بمفردها فى المنزل وهي خائفه ، هل تريد ان يحدث هذا لها يا مراد ، وهي تتناول الكثير من الأدويه ، وهنا نظر مراد بحزن وقال هل جدتي مريضه يا أمي ، قالت الأم : نعم يا ابني في جدتك مريضة قلب وضغط وتتناول الكثير من الأدويه ، كيف نتركها تعيش بمفردها .
وهنا شعرالصغير بالحزن على جدته المريضه ، وقال لأمه أنا أسف يا أمي لن أقول هذا الكلام ، فقالت الأم بغضب لا ينبغي لك أن تعتذر مني يا صغيري ، لأنك لم تخطئ في حقي ولكنك اخطات في حق جدتك فإذهب اليها وأطلب منها السماح والمغفره يا مراد ، لعلى الله يسامحك يا بني.
ذهب مراد الى الجده سعاد ، وكانت جالسه فوق الفراش بحزن ، فقال لها : ما بك يا جدتي لماذا أنت حزينة هل غضبتي من كلامي لك تعالي وشاهدي البرنامج ، فقالت الجدة : لا يا مراد لم أغضب منك ، قال الصغير لها، أنا أسف يا جدتي ، لم أقصد ما أقول أبدا فقالت الجده ، لا يا بني لا عليك ، شعر الطفل بحزن جدته وقال ، هل أنت حزينه مني يا جدتي ، فقالت لا يا مراد لست حزينه منك ، ما دمت عرفت خطأك واعتذرت يا بني ، فقال لها أشكرك يا جدتي هل تقصين على قصه ، فقالت نعم يا ابني سأحكي لك قصه اجلس يا مراد ، جلس الطفل الصغيرعلى الفراش ، وقالت الجده استمع الى يا ابني سوف اقص عليك قصه واتمنى أن تفهم المغزى منها في النهايه ، سوف احكي لك قصة الفيل العجوز
جلست الجدة سعاد وقالت: كان يا ما كان في قديم الزمان في احدى الغابات البعيده المليئة بالحيوانات الكثيره ، التي تعيش في سعاده وهناء أصبح الفيل مسن وعجوز ولم يعد قادرا على السير ، كما كان في السابق نظر له اطفاله ما بك يا أبي ، قال الاب لقد اصبحت عجوزا يا اولادي ولم اعد استطيع الذهاب الى الغابه لجمع الطعام ، قال احد الابناء من الأفيال قال أحد الأبناء ، ساجر لك الطعام وقال الفيل الأخر، ولما احضر لك الطعام وأنت أكبر منا يا ابي فلتحضره بنفسك ، فقال اخيه ماذا تقول يا اخي ، فهذا أبيك وهو من ربانا حتى كبرنا وصيرنا كبار ، وكان يحضر لنا الطعام طوال تلك السنوات ، ولكن الأخ الصغير رفض ، ولكن الفيل الاخر كان يخرج من الصباح يجمع الطعام لنفسه ، وبعدها يحضر لابيه الطعام اخر اليوم ، وفي أحد الأيام تعثر الفيل الكبير، و سقط في حفره كبيره ، حفرها احد الصيادين سقط الفيل ، وانقذوني وهنا قال الفيل الطيب ، كيف سقطت هنا يا اخي ، فقال لا اعرف كيف اخرج من الحفرة ارجوك ساعدني ، فقال لا اعرف كيف اتصرف ساذهب الى أبي هو من يستطيع التصرف ، ذهب الفيل الطيب الى ابيه وقال : يا ابي اخي لقد سقط في الحفره وهنا ذهب الفيل العجوز ، وهو مريض يركض مسرعا الى ابنه وانزل زلومته الطويلة ، وقام باخراج الفيل وقام بمساعدته .
وهنا شعر الفيل بالحزن الشديد فلقد انقذه ابيه من الموت ، رغم تعبه ومرضه ، و لم يدعه في الحفره ، ولكنه هو تركه ولم يحضر له الطعام، اعتذر الفيل من ابيه وعرف خطائه ، وقال له اعتذر منك يا ابي و لقد ساعدتنا عندما كنت صغير ، و ساعدتني عندما كبرت ولم تبخل في شيء ، ولكنني بخلت عليك ، ولما حضر الطعام ، هز الفيل رأسه وقال يا ابني اتمنى أن تكون قد تعلمت الدرس جيدا ، و بعد ان انتهت الجدة سعاد من القصه ، قال مراد يا جدتي لقد تعلمت الدرس فنحن عندما نكبر نحتاج لمن يساعدنا وهذا دور اولادنا كما ساعدناهم وهم صغار ، ابتسمت الجدة سعاد ، و قالت الجده نعم يا ابني بارك الله فيك فهي سنة الحياة .
وشكرا لحضراكم جميعا واتمنى أن تنال القصة اعجابكم ونعلم اولادنا كيف يحترمون من هم اكبر منهم سنا ، ويحترمون اجدادهم ويتعاملون معهم بلطف ورحمة كبيرة ، يعاملونهم كما امرنا الله عز وجل في كتابة الكريم حتى يرضى عنا ، ونعلم اطفالنا احترام الكبير ، التحدث بصوت منخفض مع الكبير والشعور بالضعيف .
منى حارس